بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة أهل دارفور (1)
يقول الله سبحانه وتعالى ( أن أكرمكم عند الله اتقاكم ) صدق الله العظيم
ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( عن ابى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من دعا الى هدى كان له الاجر مثل اجور من تبعه لاينقص ذلك من اجورهم شيئاً ، ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الأثم مثل أثام من تبعه لاينقص ذلك من أثامهم شيئاً ) رواه مسلم .
سماحة أهل دارفور (1)
يقول الله سبحانه وتعالى ( أن أكرمكم عند الله اتقاكم ) صدق الله العظيم
ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( عن ابى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من دعا الى هدى كان له الاجر مثل اجور من تبعه لاينقص ذلك من اجورهم شيئاً ، ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الأثم مثل أثام من تبعه لاينقص ذلك من أثامهم شيئاً ) رواه مسلم .
ساعات الانسان يجد نفسه مضطراً يخاطب ويعبر عن نفسه فى أشياء كثيرة ساميات وهامة فى تاريخ حياة الانسانية رغم تتطرق معظم الاقلام إليها وعشان كدة لازم نكتب لان الكتابة نوع ولون من التعبير عن الذات ونحن نكتب لنخرج مايختمر فى الدواخل وإنزاله لواقع محسوس فى سطور ولأتى الكتابة إلا عندما نختار لحظتها وهى لحظة كشف الغموض والبوح والفضفضة والخروج الى عالم الكتابة والورق وال ( web ) ونحن نكتب دائماً لنعكس رؤيتنا إتجاه موضوع معين لنوضح درجة تفاعلنا معه من منظور إنسانى مبنى على متابعة لصيقة وبعين متاملة وفاحصة وبرؤية عصرية وفى إطار منطقى وموضوعى .
تاريخ دارفور حافل بالبطولات والمواقف الطيبة الذكر على مر الزمن منذ كسوة الكبعة الشريفة وهنالك أشياء وصفحات مشرقة يضيق عنها الحصر والعد والإحصاء وفيها إيجابيات كثيرة ، ناس دارفور طبيين أعداء دارفور أستقلوا هذه الطيبة وأحيانا ( الطيبة بتقتل سيدها ) خاصة فى هذا الزمن ، والارث الدارفورى الاجتماعى التعاملى فى معالجة القضايا والضيافات مضرب مثل من حيث السماحة والتعامل والأدب .
وصلت لدارفور عام(1983 ) لظروف عمل أسرتى تقيم بقرية ( الخضراء) تحياتى للأهل هناك. تقع شمال مدينة بارا العريقة تاريخياً بولاية شمال كردفان ، وحتى لحظة كتابة هذا الموضوع أنا بين اهلى بدارفور وبالتحديد المدينة الساحرة نيالا وعاشرت كل الأهل بدافور ( نخليها كدة )ووجدت منهم كل انواع التعامل الراقى ووعشت مع الأهل فى دارفور الايام الحلوة و البائسة ولكن هذه موجة إبتلاءات صبرت عليها ولايات دارفور كثيراً ثقى ، والايام التى قضيتها فى دارفور هى الان رصيدى ( التعليمى- الأجتماعى – الاقتصادى ) وهذه المحاور التى شكلت حياتى لذا لزاماً على ( .......... ) . وقبل الدخول فى تفاصيل ازمة دارفور هنالك شواهد لاللحصر فقط كمدخل للموضوع الأساسى :
المشهد الاول :
جمعتنا مناسبة فى إحدى الاحياء بمدينة نيالا كالعادة تناولنا عدة مواضيع فى تلك الجلسة منها التربوية لان المدارس إشرفت على إستناف الدارسة والنواحى الاقتصادية والاجتماعية والتكافل والترابط الاجتماعى وتناولنا العزوف عن الزواج ذكر لى أحد الاعضاء فى الجلسة وهو شيخ كبير ومعلم سابقاً تقريباً من خلال سرده للأحداث قال: نحن زمان عندنا العريس فى منطقة ( رهيد البلادى ) بعد تجهيز
الشنطة والمنزل ( الغرفة حالياً ) يجب عليه أيضا تجهيز راعى أمين ، أنا قلت له عشان شنو قال: هنالك هدايا من أفراد الاسرة والاقارب للعريس فى شكل خراف يترواح عدد الخراف اخيراً ما بين (15- 18 ) خروف . قلت ليهو زواج وكمان رأس مال قال: وين وإستمر قائلاً : دائما الزريجات بتكون فى الجمعات والوجبة غداء وكل الناس بكونوا فى مكان العرس فى خدمة الضيوف بعد إعداد الطعام تقدم الوجبة أى الغداء على ثلاث دفعات ( صوانى- صفرة ) الاولى لللحم المشوى والضلع والثانية للملحات ( بامية – بطاطس – مكرونة .... ) والاخيرة للتحليه.
المشهد الثانى :
وفى جلسة اخرى حكى لى أحد الأصدقاء زواجه كان فى مدنية الفاشر سافروا من نيالا الى الفاشر تقريبا بص كامل أهل العريس والجيران وأصدقائه وأصدقاء أصدقائة بدون تمايز او تفرقة وبحمدالله تمت المناسبة وكان الكرم فياض شيمة اهل الفاشر والتعامل راقى وانتهت مراسم الزواج بسلام وسافر العريس كالعادة ولكن .... كل الناس السافروا للفاشر ظلوا فى مكان المناسبة وتقدم لهم الخدمات وأطيب المعاملات الى ان عاد العروسين بعد شهر كامل .
المشهد الثالث:
المشاكل فى دارفور سببت كثير من الجروح والفقد وكعادة اهل دارفور تقديم التعازى لأهل الفقيد للتقليل من صدمة الفقد والغريب فى تجد الفقيد أثر أحداث قبيلية بين قبيلة واخرى وتجد فى الصيوان أى مكان الفراش مجموعات من القبلتين مع بعض ويستنكرون هذه الاحداث وبطيب خاطر يتم الصلح وتعود العلاقات الحميمية الى سابقتها ، وهذه رسالة لللذى يفهم خلونا برانا.
المشهد الرابع :
هنالك فى مدن دارفور لونية تكافلية نادراً مانجدها فى بعض الاماكن نجد بعض الأصدقاء يقضون ايام العطل فى الحدائق والجنانين والبيوتات هذه المجموعات طريقة تكونيها الأولى هى الإنسجام بعيدة عن التعصبية والقبلية ، سمحت لى ظروفى أطوف وأجلس مع مجموعة كبيرة من هذه المجموعات بعضها عمرها تجاوز العشرين عاماً ، أنا عايز أقول يعنى المجموعة الواحدة تشمل مجموعة من القبائل المختلفة ، وبالإضافة الى هذا يقومون بأعمال تكافلية أخرى جميلة .
أتخيل بعد هذا الخير كله فى دارفور هل نحن محتاجين لمساعدة من حد أهل دارفور محتاجين لتحقيق التنمية المستدامة للمجتمع وتسخير الامكانات المحلية وإعادة القيم الدينية الى خضم الحياة وبناء شبكة العلاقات الاجتماعية التى مزقتها الحروبات القبيلية والازمة الاخيرة وحماية المجتمع من التفكك والتخلف والانحلال وإناطة الامور الى أهلها أى أهل دارفور ( أهل الخبرة أهل الحل والعقد الادارات الاهلية )
وللأسف الازمة الاخيرة فى دارفور عبارة عن حملة شيطانية إستنفر فيها الشيطان كل أعضاء حزبه وكانت النتيجة سيئة للغاية ومادام الفأس وقع فى الرأس يجب علينا جميعاً البحث عن الطرق الاسعافية و العلاجية، وأنا دائما أميل للحل ( الدارفورى – الدارفورى ) أى أزمة دارفور مهما تطورت فأن حلها عند أهلها وأهل دارفور أناس كرماء يمكن يقدروا مساهمة وجهود الأخريين التى تدعم الحل على الصعيد القومى والعالمى والمشكلة حلها يتطلب تضافر الجهود،حيث ان الاعمال فى الحياة لاتتطلب مهارة واحدة ، مع مر اعاة الأرث الاجتماعى الدارفورى.
قبل الدخول فى الحلول يجب الاعتراف أولاً ، بأن مشكلة دارفور أزمة مشترك فى تأجيجها الجميع . وبذات الفهم نشترك جميعاً فى إيجاد الحل الناجح ، وسماحة اهل دارفور ستقودنا الى الخروج من هذه الأزمة التى الضحية فيها أنسان دارفور .
وعلى أطراف المفاوضات فى أزمة دارفور الابتعاد عن دخول المفاوضات بعقلية (البطل مابموت ) إبراز العضلات العنترية فى الألفاظ التى نلاحظها فى خطاب كثير من أعضاء أطراف المفاوضات عبر القنوات الفضائية مثل هذا الاسلوب الندى لايؤدى للحلول المنشودة والتى يتطلع لها الجميع ، لازم يكون هناك تسامح وتنازلات من جميع أطراف المفاوضات من اجل هؤلاء الضحايا ( النازحين ) الذين تعج بهم المعسكرات والمستشفيات والطرقات ، أهل دارفور فى غنى عن هذا التناحر هم محتاجين لعودة حقيقية مامنة لمناطقهم والتنمية الاقتصادية والإعمارية والتعليمية.ويبتعدون عن ما يشق الصفوف بين الأهل ويسعون للم الشمل وجمع الصف لمواجهة الفتن والأزمات والمكايد الكبرى التى لاتريد ان تبقى لهم من باقية
أمنياتى أن تدخل الرحمة والسماحة قلوب الذين يرغبون أن تطول أيام الحرب والنزوح والدمار بولايات دارفور وبإخلاص النية يمكن الخروج من هذا المأزق بحكمة أهل دارفور وسماحتهم.
إخوتى الأعزاء :
أردت بهذه المقدمة الاعداد لمتابعة حلقات ( سماحة أهل دارفور ) التى تتناول المحاور الاتية : (1) السماحة الاجتماعية عند اهل دارفور (2) أزمة دارفور الاسباب ومقترحات الحلول (3) معطيات العودة الطوعية ومقترحات الحلول ومشاركة المجتمع(4 ) دور المنظمات الوطنية والعالمية فى المرحلة القادمة (5) دور الإعلام المحلى والقومى والعالمى فى حل أزمة دارفور (6) مشاركة رجال الدين والائمة والدعاة فى الخروج من هذه الازمة .
أ.محمد على احمد محمد .
-3-
الجمعة سبتمبر 26, 2014 8:27 am من طرف غالاس عزيز
» زمان الجدب العدد الخامس
الجمعة مايو 25, 2012 11:07 am من طرف karameldin
» اجمل النكات السودانية هها هااااااااااااااااااااااااي
الإثنين أغسطس 08, 2011 5:58 am من طرف حسن علي
» مساطيل زى الفل
الإثنين أغسطس 08, 2011 5:38 am من طرف حسن علي
» ردو عليا يا شباب لو سمحتو
الأحد سبتمبر 26, 2010 5:21 pm من طرف حسام الدين تاج الدين
» حمل طرح مناظره الجبهه الديمقراطيه مع مؤتمر الطلاب المستقليم جامعه نيالا
الجمعة سبتمبر 24, 2010 2:26 pm من طرف حسام الدين تاج الدين
» فشل اعضاء المنتدى
الجمعة سبتمبر 24, 2010 1:50 pm من طرف حسام الدين تاج الدين
» جيناكم فى نيالا
الإثنين أغسطس 02, 2010 9:40 am من طرف محمد صلاح الفركاوى
» اين انتم
السبت يوليو 10, 2010 11:10 am من طرف مصطفى حجير