وسافر ، نعم سافر حسام ، وتركني وحيدا مع هذه الجريدة ، ذكر في عدد سابق: ” إنه لأمر ممل أن تكتب كلمة عدد كل أسبوع ” فأقول كلام صحيح مع أن هذه أول مرة أكتب فيها كلمة عدد.
عموما قارئ العزيز ما حمسني لكتابة هذه المقدمة وصايا حسام ، فتخيل معي الموقف ، في صالة المغادرة في مطار نيالا ، سرحنا في عناق طويل ، يهمس في أذني قائلا يا حذيفة زمان الجدب .
فيا صديقي ويا عزيزي حسام قد تركت خلفك أناسا أحبوا زمان الجدب بصدق كما أحببتها ويهمهم أمرها كما يهمك ، فنسأل الله لك سفرا حميدا وعودا مجيدا،
فمرحبا بك قارئ العزيز في إصدارة جديدة من زمان الجدب
ولكم كل ودي وتقديري
نائب رئيس التحرير
حزيفه حسن محمد صالح
0918493334
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
الإحسان "يجعلك أكثر سعادة"
يقول الله تعالى " مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم"
وقال عليه الصلاة والسلام " الصدقة تطفئ غضب الرب "
وفيما يلي أحببت أن أذكر حقائق علمية عن الإنفاق أجراها بعض المتخصصين ، فاللهم لك الحمد على هذا الدين الذي لم يترك لنا لا شاردة ولا واردة.
يقول باحثون كنديون إن جني مبالغ طائلة من الأموال لا يجلب السعادة لإنسان، بل ما يعزز شعوره بالسعادة هو إنفاق المال على الآخرين.
ويقول فريق الباحثين في جامعة بريتيش كولومبيا إن إنفاق أي مبلغ على الآخرين ولو كان خمسة دولارات فقط يبعث السعادة في النفس.
ويضيف في البحث الذي نشر في مجلة "العلوم أو سينس" إن الموظفين الذين ينفقون جزءا من الحوافز التي يحصلون عليها كانوا أسعد من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
وأجرى الباحثون أولا دراسات على ستمائة وثلاثون شخصا طلب منهم أن يقدروا مبلغ سعادتهم، ودخلهم السنوي وتفصيلات بأوجه إنفاقهم أثناء الشهر بما في ذلك تسديد الفواتير وما يشترون لأنفسهم والهدايا للآخرين.
وتقول البروفيسور إليزابيث دان التي ترأست الفريق "أردنا أن نختبر نظريتنا بأن كيفية إنفاق الناس لأموالهم هو على الأقل على نفس القدر من الأهمية ككيفية كسبهم لهذه الأموال".
وتضيف "بغض النظر عن حجم الدخل الذي يحصل عليه الفرد فإن أولئك الذين أنفقوا أموالا على آخرين كانوا أكثر سعادة من أولئك الذين أنفقوا أكثر على أنفسهم.
ثم قام الفريق بعد ذلك بتقييم مدى سعادة ستة عشر من العاملين في إحدى المؤسسات في بوسطن قبل وبعد تلقيهم حوافز من حصيلة الأرباح، والتي تراوحت بين ثلاثة آلاف دولار وثمانية آلاف دولار.
وبدا من النتائج أن مقدار الحوافز ليس هو المهم بل أوجه إنفاقها.
فأولئك الذي أنفقوا قسما أكبر من حوافزهم على الآخرين أو تبرعوا بها قالوا إنهم استفادوا منها أكثر من أولئك الذي أنفقوا حوافزهم على احتياجاتهم.
وفي تجربة أخرى أعطى الباحثون كل فرد من مجموعة تتألف من ست وأربعين شخصا مبلغ خمسة دولارات أو عشرين دولارا وطلبوا منهم إنفاقها بحلول الساعة الخامسة من مساء ذلك اليوم.
وطلب من نصف المشاركين إنفاق ما أعطوا على أنفسهم فيما طلب من الباقين إنفاقه على غيرهم.
مؤثرون
قال الذين أنفقوا الأموال على غيرهم أنهم يشعرون بسعادة أكبر بنهاية اليوم من أولئك الذين أنفقوا الأموال على أنفسهم، بغض النظر عن قيمة المبلغ الذي أعطي لهم.
وتقول دان: إن هذه الدراسة تعطي دليلا أوليا على أن كيفية إنفاق الناس لأموالهم قد تكون بنفس قدر أهمية كم يكسبون.
وتضيف "قد يكون إنفاق المال على آخرين طريقا أشد فعالية لتحقيق السعادة من إنفاق المال على الشخص نفسه".
ويقول دكتور جورج فيلدمان إخصائي النفس في جامعة باكينغهام الجديدة "إن التبرع لأغراض الخير يجعلك تشعر أنك أفضل حالا لأنك في مجموعة. إنه أيضا يجعل الناس ينظرون إليك باعتبارك مؤثرا للغير على النفس".
ويضيف "فعلى الصعيد الشخصي إذا قدمت لك شيئا فهذا يقلل احتمال تعديك علي، ويزيد احتمال معاملتك لي بطريقة حسنة".
اعداد :
حزيفه حسن محمد صالح
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
مع اديب
صلاح احمد ابراهيم
عزيزي القارئ لك التحية بقدر امتداد هذا الوطن المجروح.
ها أنذا انتهز فرصة رحلة رئيس التحرير العلاجية إلى الأردن نيابة عنه في هذا العمود، ونسأل الله له الشفاء العاجل ويعود إلينا سالما معافى حتى يستمتع بمناظر غابات بلادنا الجميلة قبل أن نجيدها، وذلك لأن الجهات المسئولة لم توفر لنا الطاقة البديلة فكان لزاما علينا أن نصحوا مبكرين بعد فرك العين نقطع ألاف الأمتار لجب حطب الوقود, وأتمنى ألا يكون النشاز واضحا بين لحنه ولحني، وأتمنى ألا يخطر ببالك المثل الذي يقول " مصائب قوم عند قوم فوائد " ، تالله ما سكبت مداد يراعي إلا بعد أن أ:ثر علينا الوصايا بزمان الجدب ووعدناه أن لا تغطيها ذرات الغبار وإن شاء الله ستكون عقد ماسا يزين صدر الجامعة ...
سنبحر في هذه الوريقات مع ذلك الأديب ، إنه الأستاذ :صلاح أحمد إبراهيم واحد من أبناء السودان المبدعين الذين أعطوا كل عمرهم لقضايا الإنسان السوداني وكان من الوطنيين الخلَّص حيث قال عنه الأديب الراحل الطيب صالح " وأنا لا أعرف شاعرا يعشق السودان كما يعشقه صلاح أحمد إبراهيم " فهو أكثر الشعراء سودانية في شخصه وفي شعره وصلاح أحمد إبراهيم كان إنسانا فقلبه مأوى للضعفاء والكادحين وحبة خبز للمحرومين والتعساء ، حيث قال صلاح في أحد قصائده :
فأنا قلبي مأوى للضعفاء
وأنا حبة خبز للمحرومين والتعساء
ولد صلاح أحمد إبراهيم في عام "ألف وتسعمائة وثلاث وثلاثون" في مدينة أم درمان ، درس القرآن في خلوة والده الشيخ أحمد إبراهيم تخرج من كلية غردون التذكارية وعمل أستاذا للغة الإنجليزية ، وكان وطنيا مناهضا للاستعمار ، وله موقف نبيل عندما رفض ألا يدرس اللغة الإنجليزية وألا يتحدث بها مرة أخرى طيلة حياته كموقف ضد الإنجليز .
كان صلاح طيلة حياته يحلم بثورة تعيد للإنسان السوداني كرامته وعزته فجذبته أفكار اليسار والماركس وما حملته الثورة الشيوعية من صور الشيوعية الرائعة والشعارات المؤثرة التي تنادي بالحرية والمساواة والإخاء .
وناضل شاعرنا ضد الاستعمار وأجهزته القمعية الدامية وتناول قضايا بلده في كثيرا من الصحف والمجلات مناديا بالتحرر ، كما ساهم أيضا في تأجيج معارك الكفاح الوطني لشعوب العالم الثالث .
وسرعان ما عاد صلاح عن الماركسية وذلك بع تنقيبه في الكتب حيث قال عن تجربته تلك : " الوقت في صراع ضد الإنجليز الظالم فبحثنا في الكتب ونقبنا في تجارب الشعوب الأخرى لنعي حقيقة وضعنا ، فوجدنا ضالتنا آنذاك في الأدب الماركسي ، وعندما انتقل في عام " ألف وتسعمائة وست وخمسين " دخل صلاح في معارك فكرية ووطنية ضارية مع الشيوعية .
كان صلاح يرى أن الشيوعية ليست مشكلة وأن المشكلة والخطأ في تطبيقها وفي خيانة بعض قادتها ومسئوليتها للمبادئ الأساسية ، وكان صلاح يحلم بثورة تغير الوضع إلى الأفضل ، وعندما هبت رياح مايو على أهل السودان وتفاعل بها كثيرا ، وعين سفيرا للسودان بالجزائر ولكنه استقال بعد اختلافه مع حكومة النميري ورحل إلى باريس حيث قال في زعيمها جعفر محمد نميري
اتغشينا بيك كونك صحي الغشاش
وما قايلين بخون أمالنا ود فراش
إلى أن يقول
بدلت القيم والناس بقت ما ناس
تأكل بعضها وتضحك على البنداس
كما له ديوانه الشهير رياح الهبباي، وله القصيدة المعروفة الجميلة الطير المهاجر التي غناها فناننا وحبيبنا محمد وردي.
وظل شاعرنا على مبادئه حتى وافته المنية في باريس في صباح السابع عشر من مايو عام ثلاث وتسعون بعد ألف وتسعمائة، حيث بكاه الشعب السوداني بدمعات حارة نسأل الله له الرحمة والمغفرة بقدر ما قدم للأمة السودانية .
علي السنوسى فضل
كلية التربيه المستوى الرايع
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
التحية لزمان الجدب وعشاقها ، التحية للقراء:
هذه التجربة الثانية أطرحها إليكم متقبلا منكم وجهات النظر فيها ، الجزء الثاني من المجموعة القصصية للراحل أتمنى أن تصل إلى ما أهدف إليه في هذا المجال .
الجزء الثاني من الراحل :
بدأ حياته في غموضه التلقائي لم يقصد يوما أن يتقمص شخصية الغموض ، حمل كل ما يراه إيجابيا في ذاكرته للمرحلة الثانية من حياته منددا بما فات من عمره ، كان جزءا من السلبية فيه ، لم يتذكر برغم بساطته بأن ما كان على ذاكرته لن يمحى ،ولكنه يتعمد النسيان وكانت أحداثه أكثر إحداثا في فصل الشتاء .
من فقده تلك الأسطورة التي ظل يرددها الراحل وذاكرته التي أرهقها بالتفكير الواهي والرجوع بها عادة إلى المستقبل ، فواصل الشتاء عادت عليه ، فهو على شتاء دائم .
يتذكر شيئا ، ثم يعيد ذاكرته التي كانت مسلوبة التحديد ، يطرق كل أبوابها ثم يرسى ، يفرغ في إحدى أبوابها ، يطرق زوايا غرفها (........) ، معشوقته الإرشيفية ، تعشقه بجنون لا يشبه واقعه ، لا يعرف يعشقها أم لا ، كانت تدعوه دائما لتصطحبه إلى مدى الطرقات التي تضج بالمارة ، وعادة ما ينشأ اختلافهما ، يزعم بأنه معروفا ، وكان الزعم سوى في نفسه شيء آخر ، وهكذا كل مساء يصلا إلى ملهى المدينة يجلسا عنده يتماطران أحلام العشاق، يخططا الطوابق عشقا لا يعرفا هشاشة تربتها وهما يذرفان دموع الوداع ثم يعمقا في لحظة الفراق متشابكي الأيدي , واللحظات التي يكون لها أثر في نفس العاشق وعبارات الهمس .
أحمد البشير موسى " بير"
عموما قارئ العزيز ما حمسني لكتابة هذه المقدمة وصايا حسام ، فتخيل معي الموقف ، في صالة المغادرة في مطار نيالا ، سرحنا في عناق طويل ، يهمس في أذني قائلا يا حذيفة زمان الجدب .
فيا صديقي ويا عزيزي حسام قد تركت خلفك أناسا أحبوا زمان الجدب بصدق كما أحببتها ويهمهم أمرها كما يهمك ، فنسأل الله لك سفرا حميدا وعودا مجيدا،
فمرحبا بك قارئ العزيز في إصدارة جديدة من زمان الجدب
ولكم كل ودي وتقديري
نائب رئيس التحرير
حزيفه حسن محمد صالح
0918493334
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
الإحسان "يجعلك أكثر سعادة"
يقول الله تعالى " مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم"
وقال عليه الصلاة والسلام " الصدقة تطفئ غضب الرب "
وفيما يلي أحببت أن أذكر حقائق علمية عن الإنفاق أجراها بعض المتخصصين ، فاللهم لك الحمد على هذا الدين الذي لم يترك لنا لا شاردة ولا واردة.
يقول باحثون كنديون إن جني مبالغ طائلة من الأموال لا يجلب السعادة لإنسان، بل ما يعزز شعوره بالسعادة هو إنفاق المال على الآخرين.
ويقول فريق الباحثين في جامعة بريتيش كولومبيا إن إنفاق أي مبلغ على الآخرين ولو كان خمسة دولارات فقط يبعث السعادة في النفس.
ويضيف في البحث الذي نشر في مجلة "العلوم أو سينس" إن الموظفين الذين ينفقون جزءا من الحوافز التي يحصلون عليها كانوا أسعد من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
وأجرى الباحثون أولا دراسات على ستمائة وثلاثون شخصا طلب منهم أن يقدروا مبلغ سعادتهم، ودخلهم السنوي وتفصيلات بأوجه إنفاقهم أثناء الشهر بما في ذلك تسديد الفواتير وما يشترون لأنفسهم والهدايا للآخرين.
وتقول البروفيسور إليزابيث دان التي ترأست الفريق "أردنا أن نختبر نظريتنا بأن كيفية إنفاق الناس لأموالهم هو على الأقل على نفس القدر من الأهمية ككيفية كسبهم لهذه الأموال".
وتضيف "بغض النظر عن حجم الدخل الذي يحصل عليه الفرد فإن أولئك الذين أنفقوا أموالا على آخرين كانوا أكثر سعادة من أولئك الذين أنفقوا أكثر على أنفسهم.
ثم قام الفريق بعد ذلك بتقييم مدى سعادة ستة عشر من العاملين في إحدى المؤسسات في بوسطن قبل وبعد تلقيهم حوافز من حصيلة الأرباح، والتي تراوحت بين ثلاثة آلاف دولار وثمانية آلاف دولار.
وبدا من النتائج أن مقدار الحوافز ليس هو المهم بل أوجه إنفاقها.
فأولئك الذي أنفقوا قسما أكبر من حوافزهم على الآخرين أو تبرعوا بها قالوا إنهم استفادوا منها أكثر من أولئك الذي أنفقوا حوافزهم على احتياجاتهم.
وفي تجربة أخرى أعطى الباحثون كل فرد من مجموعة تتألف من ست وأربعين شخصا مبلغ خمسة دولارات أو عشرين دولارا وطلبوا منهم إنفاقها بحلول الساعة الخامسة من مساء ذلك اليوم.
وطلب من نصف المشاركين إنفاق ما أعطوا على أنفسهم فيما طلب من الباقين إنفاقه على غيرهم.
مؤثرون
قال الذين أنفقوا الأموال على غيرهم أنهم يشعرون بسعادة أكبر بنهاية اليوم من أولئك الذين أنفقوا الأموال على أنفسهم، بغض النظر عن قيمة المبلغ الذي أعطي لهم.
وتقول دان: إن هذه الدراسة تعطي دليلا أوليا على أن كيفية إنفاق الناس لأموالهم قد تكون بنفس قدر أهمية كم يكسبون.
وتضيف "قد يكون إنفاق المال على آخرين طريقا أشد فعالية لتحقيق السعادة من إنفاق المال على الشخص نفسه".
ويقول دكتور جورج فيلدمان إخصائي النفس في جامعة باكينغهام الجديدة "إن التبرع لأغراض الخير يجعلك تشعر أنك أفضل حالا لأنك في مجموعة. إنه أيضا يجعل الناس ينظرون إليك باعتبارك مؤثرا للغير على النفس".
ويضيف "فعلى الصعيد الشخصي إذا قدمت لك شيئا فهذا يقلل احتمال تعديك علي، ويزيد احتمال معاملتك لي بطريقة حسنة".
اعداد :
حزيفه حسن محمد صالح
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
مع اديب
صلاح احمد ابراهيم
عزيزي القارئ لك التحية بقدر امتداد هذا الوطن المجروح.
ها أنذا انتهز فرصة رحلة رئيس التحرير العلاجية إلى الأردن نيابة عنه في هذا العمود، ونسأل الله له الشفاء العاجل ويعود إلينا سالما معافى حتى يستمتع بمناظر غابات بلادنا الجميلة قبل أن نجيدها، وذلك لأن الجهات المسئولة لم توفر لنا الطاقة البديلة فكان لزاما علينا أن نصحوا مبكرين بعد فرك العين نقطع ألاف الأمتار لجب حطب الوقود, وأتمنى ألا يكون النشاز واضحا بين لحنه ولحني، وأتمنى ألا يخطر ببالك المثل الذي يقول " مصائب قوم عند قوم فوائد " ، تالله ما سكبت مداد يراعي إلا بعد أن أ:ثر علينا الوصايا بزمان الجدب ووعدناه أن لا تغطيها ذرات الغبار وإن شاء الله ستكون عقد ماسا يزين صدر الجامعة ...
سنبحر في هذه الوريقات مع ذلك الأديب ، إنه الأستاذ :صلاح أحمد إبراهيم واحد من أبناء السودان المبدعين الذين أعطوا كل عمرهم لقضايا الإنسان السوداني وكان من الوطنيين الخلَّص حيث قال عنه الأديب الراحل الطيب صالح " وأنا لا أعرف شاعرا يعشق السودان كما يعشقه صلاح أحمد إبراهيم " فهو أكثر الشعراء سودانية في شخصه وفي شعره وصلاح أحمد إبراهيم كان إنسانا فقلبه مأوى للضعفاء والكادحين وحبة خبز للمحرومين والتعساء ، حيث قال صلاح في أحد قصائده :
فأنا قلبي مأوى للضعفاء
وأنا حبة خبز للمحرومين والتعساء
ولد صلاح أحمد إبراهيم في عام "ألف وتسعمائة وثلاث وثلاثون" في مدينة أم درمان ، درس القرآن في خلوة والده الشيخ أحمد إبراهيم تخرج من كلية غردون التذكارية وعمل أستاذا للغة الإنجليزية ، وكان وطنيا مناهضا للاستعمار ، وله موقف نبيل عندما رفض ألا يدرس اللغة الإنجليزية وألا يتحدث بها مرة أخرى طيلة حياته كموقف ضد الإنجليز .
كان صلاح طيلة حياته يحلم بثورة تعيد للإنسان السوداني كرامته وعزته فجذبته أفكار اليسار والماركس وما حملته الثورة الشيوعية من صور الشيوعية الرائعة والشعارات المؤثرة التي تنادي بالحرية والمساواة والإخاء .
وناضل شاعرنا ضد الاستعمار وأجهزته القمعية الدامية وتناول قضايا بلده في كثيرا من الصحف والمجلات مناديا بالتحرر ، كما ساهم أيضا في تأجيج معارك الكفاح الوطني لشعوب العالم الثالث .
وسرعان ما عاد صلاح عن الماركسية وذلك بع تنقيبه في الكتب حيث قال عن تجربته تلك : " الوقت في صراع ضد الإنجليز الظالم فبحثنا في الكتب ونقبنا في تجارب الشعوب الأخرى لنعي حقيقة وضعنا ، فوجدنا ضالتنا آنذاك في الأدب الماركسي ، وعندما انتقل في عام " ألف وتسعمائة وست وخمسين " دخل صلاح في معارك فكرية ووطنية ضارية مع الشيوعية .
كان صلاح يرى أن الشيوعية ليست مشكلة وأن المشكلة والخطأ في تطبيقها وفي خيانة بعض قادتها ومسئوليتها للمبادئ الأساسية ، وكان صلاح يحلم بثورة تغير الوضع إلى الأفضل ، وعندما هبت رياح مايو على أهل السودان وتفاعل بها كثيرا ، وعين سفيرا للسودان بالجزائر ولكنه استقال بعد اختلافه مع حكومة النميري ورحل إلى باريس حيث قال في زعيمها جعفر محمد نميري
اتغشينا بيك كونك صحي الغشاش
وما قايلين بخون أمالنا ود فراش
إلى أن يقول
بدلت القيم والناس بقت ما ناس
تأكل بعضها وتضحك على البنداس
كما له ديوانه الشهير رياح الهبباي، وله القصيدة المعروفة الجميلة الطير المهاجر التي غناها فناننا وحبيبنا محمد وردي.
وظل شاعرنا على مبادئه حتى وافته المنية في باريس في صباح السابع عشر من مايو عام ثلاث وتسعون بعد ألف وتسعمائة، حيث بكاه الشعب السوداني بدمعات حارة نسأل الله له الرحمة والمغفرة بقدر ما قدم للأمة السودانية .
علي السنوسى فضل
كلية التربيه المستوى الرايع
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
التحية لزمان الجدب وعشاقها ، التحية للقراء:
هذه التجربة الثانية أطرحها إليكم متقبلا منكم وجهات النظر فيها ، الجزء الثاني من المجموعة القصصية للراحل أتمنى أن تصل إلى ما أهدف إليه في هذا المجال .
الجزء الثاني من الراحل :
بدأ حياته في غموضه التلقائي لم يقصد يوما أن يتقمص شخصية الغموض ، حمل كل ما يراه إيجابيا في ذاكرته للمرحلة الثانية من حياته منددا بما فات من عمره ، كان جزءا من السلبية فيه ، لم يتذكر برغم بساطته بأن ما كان على ذاكرته لن يمحى ،ولكنه يتعمد النسيان وكانت أحداثه أكثر إحداثا في فصل الشتاء .
من فقده تلك الأسطورة التي ظل يرددها الراحل وذاكرته التي أرهقها بالتفكير الواهي والرجوع بها عادة إلى المستقبل ، فواصل الشتاء عادت عليه ، فهو على شتاء دائم .
يتذكر شيئا ، ثم يعيد ذاكرته التي كانت مسلوبة التحديد ، يطرق كل أبوابها ثم يرسى ، يفرغ في إحدى أبوابها ، يطرق زوايا غرفها (........) ، معشوقته الإرشيفية ، تعشقه بجنون لا يشبه واقعه ، لا يعرف يعشقها أم لا ، كانت تدعوه دائما لتصطحبه إلى مدى الطرقات التي تضج بالمارة ، وعادة ما ينشأ اختلافهما ، يزعم بأنه معروفا ، وكان الزعم سوى في نفسه شيء آخر ، وهكذا كل مساء يصلا إلى ملهى المدينة يجلسا عنده يتماطران أحلام العشاق، يخططا الطوابق عشقا لا يعرفا هشاشة تربتها وهما يذرفان دموع الوداع ثم يعمقا في لحظة الفراق متشابكي الأيدي , واللحظات التي يكون لها أثر في نفس العاشق وعبارات الهمس .
أحمد البشير موسى " بير"
الجمعة سبتمبر 26, 2014 8:27 am من طرف غالاس عزيز
» زمان الجدب العدد الخامس
الجمعة مايو 25, 2012 11:07 am من طرف karameldin
» اجمل النكات السودانية هها هااااااااااااااااااااااااي
الإثنين أغسطس 08, 2011 5:58 am من طرف حسن علي
» مساطيل زى الفل
الإثنين أغسطس 08, 2011 5:38 am من طرف حسن علي
» ردو عليا يا شباب لو سمحتو
الأحد سبتمبر 26, 2010 5:21 pm من طرف حسام الدين تاج الدين
» حمل طرح مناظره الجبهه الديمقراطيه مع مؤتمر الطلاب المستقليم جامعه نيالا
الجمعة سبتمبر 24, 2010 2:26 pm من طرف حسام الدين تاج الدين
» فشل اعضاء المنتدى
الجمعة سبتمبر 24, 2010 1:50 pm من طرف حسام الدين تاج الدين
» جيناكم فى نيالا
الإثنين أغسطس 02, 2010 9:40 am من طرف محمد صلاح الفركاوى
» اين انتم
السبت يوليو 10, 2010 11:10 am من طرف مصطفى حجير